01

Mar

2024

رسالة تهناة من رئيس الجمعية العامة بمناسبة اليوم العالمي للدفاع المدني

Celebration ICDO Admin

 

 

 

كلمة السيد رئيس الجمعية العامة للمنظمة الدولية للحماية المدنية بمناسبة اليوم العالمي للحماية المدنية لسنة 2024

 

الزمالء واألصدقاء األعزاء،

 

في هذه المناسـبة التي يحتفل فيها العالم باليوم العالمي للحماية المدنية، أود في البداية أن أتقدم بأصـدق التحيات وتجزيل الشـــكر إلى الدول األعضـــاء في المنظمة الدولية للحماية المدنية وإلى كافة األطراف الفاعلة في مجال الحماية المدنية على جهودهم المســــتمرة في تعزيز الســــالمة واألمن في جميع أنحاء العالم وأن نثمن التعاون والتنســــيق بين أجهزة المنظمة الدولية للحماية المدنية ) من أمانة عامة ومجلس تنفيذي وجمعية عامة والدول المنضـوية تحت لوائها في سبيل تحقيق األهداف النبيلة التي نســعى لها جميعا، وأن أؤكد على أهمية إســتمرار هذه الجهود المشــتركة في بناء مســتقبل أكثر أمانا واستدامة للجميع.

وال يســــعني في هذا اإلطار إال أن أقف اليوم وقفة تقدير وعرفان لرجال ونســــاء الحماية المدنية والدفاع المدني حول العالم وأن أتوجه لهم بجزيل الشـــكر لما قدموه وما يقدمونه ألوطانهم ولإلنســـانية جمعاء من تضـــحيات وخدمات بكل احترافية وشـجاعة. لقد جسـدوا معاني اإلنسـانية بتجندهم لإلسـعاف وإنقاذ األرواح في مواجهة األخطار والكوارث. وال يفوتني في هذا السـياق أن أترحم على أرواح زمالئنا الذين اسـتشـهدوا في سـبيل إنقاذ حياة اآلخرين، لقد خلدوا أسـماءهم بأحرف من ذهب في سجل شهداء الواجب.

ن األخطـار والكوارث ال تعترف بـالحـدود وال تفرق بين الجنس واللون وال بين الصــــغير والكبير، ولقـد شــــهـد العـالم خالل الســنة الماضــية عدة كوارث وحوادث من زالزل، فيضــانات حرائق الغابات، عواصــف هوجاء، و حروب... خلفت آالف الوفيات واإلصـــابات وأشـــخاص مشـــردين بدون مأوى ناهيك عن الخســـائر في البنية التحتية التي تعود بـالســــلـب على كـاهـل أي دولـة مهمـا كـانـت قوتهـا ومـدخراتهـا المـاليـة، وبمـا أن بلـداننـا ليســــت بمنـأى عن هـذه الكوارث والحوادث، واعتبـارا لكون حمـايـة األشــــخـاص والممتلكـات والبيئـة هي مهمـة تقع على عـاتق أجهزة الحمـايـة المـدنيـة والدفاع المدني بالدرجة األولى، وجب علينا العمل على تطوير البرامج ووضع الخطط الكفيلة للتصدي لها والتقليل من حدتها واالســـتعداد لها من خالل مواكبة التطورات التكنولوجية التي يشـــهدها العالم مما ســـيســـمح بتطوير منظوماتنا الوقـائيـة وتعزيز قـدراتنـا العمليـة والعلميـة وتـأهيـل وتكوين أعواننـا لمواجهـة هـذه األخطـار والتقليـل من وطـأتهـا على االرواح والممتلكات والبيئة.

كما أن ما يشـهده العالم اليوم من تحوالت متسـارعة في مختلف قطاعات ومجاالت الحماية المدنية والدفاع المدني يحتم علينا العمل الدؤوب جنبا إلى جنب من أجل مواكبة هذه المتغيرات وإدراك أبعادها ورفع تحدياتها بما يقتضــيه ذلك من التحلي بصدق العزيمة وروح المبادرة وتوحيد الكلمة في إطار ما يجمعنا من تطلعات وطموحات مشتركة.

وفي هذا السـياق تم إختيار شـعار التقنيات المبتكرة في خدمة الحماية المدنية ليكون شـعار اليوم العالمي للحماية المدنية لسـنة 2024 لما يشـهده العالم من تقدم سـريع للتكنولوجيا ومن تغيرات مناخية حادة، حيث إن اسـتخدام التقنيات المبتكرة في مجـال الحمـايـة المـدنيـة أحـدث تحوال جـذريـا في كيفيـة التعـامـل مع الحوادث والكوارث حيـث تســــهم هـذه التقنيـات المبتكرة في تحســــين التنبؤ بـالمخـاطر وتســــهيـل عمليـات اإلغـاثـة واإلنقـاذ ممـا يعزز قـدرتنـا على التكيف مع التحـديـات المتغيرة وتحسين استجابتنا للطوارئ.

حيث يجســد شــعار اليوم العالمي للحماية المدنية لســنة 2024 رؤية مســتقبلية واعدة، تقوم على االعتماد على التقنيات المبتكرة كعنصـر أسـاسـي في بناء مجتمعات مقاومة وقادرة على التعامل مع التحديات الطارئة بسـرعة وفعالية، حيث تتجلى أهميـة الـدور المحوري للتقنيـات المبتكرة في تعزيز القـدرات االســــتبـاقيـة للحمـايـة المـدنيـة والـدفـاع المـدني. ففى عصــــر التحول الرقمي، أصــــبحت التقنيات المبتكرة ركيزة ال غنى عنها في تعزيز اســــتعداداتنا المواجهة التحديات الطبيعية والبشـرية المتزايدة التي تنعكس أسـاسـا في التطورات المسـتمرة في مجاالت مثل الذكاء الصـناعي والتحليالت الضــخمة للبيانات والتقنيات الجديدة في االتصــاالت والتواصــل، والتي تســاهم جميعها في تحســين آليات التجاوب مع الكوارث واألزمات بشكل أكثر فاعلية.

إن اســتخدام التقنيات المبتكرة في هذا الســياق يمثل خطوة حاســمة نحو تحقيق أهداف األمن والســالمة المدنية، وتعزيز القدرة على التكيف مع التحديات المســتقبلية التي قد تواجه مجتمعاتنا، كما يســلط هذا الشــعار الضــوء على أهمية تبادل المعرفـة والخبرات في مجـال التكنولوجيـا بين الـدول والمنظمـات الـدوليـة، حيـث يمكن أن يســــهم هـذا التعـاون في تعزيز القدرات وتطوير الحلول المبتكرة التي تعزز مكانة الحماية المدنية والدفاع المدني على الصعيدين الوطني والدولي.

وفي هذا اإلطار، أدعوا جميع الدول والمنظمات ذات الصــلة على تكثيف جهودها في اســتكشــاف وتطبيق التكنولوجيا الحديثة والمبتكرة في مجال الحماية المدنية لتعزيز االســـتعداد واالســـتجابة لمختلف الحوادث والكوارث ســـواء كانت طبيعية أو ناتجة عن األنشــطة البشــرية وإلى العمل بشــكل موحد ومتكامل الســتثمار طاقاتهم ومواردهم في تحســين وتطوير القدرات التقنية المتقدمة لتعزيز فعالية الحماية المدنية والدفاع المدني في مختلف أنحاء العالم.

وفي الختـام، أود أن أجـدد شــــكري وتقـديري لجهودكم المســــتمرة في دعم المنظمـة الـدوليـة للحمـايـة المـدنيـة. كمـا أجـدد الدعوة على ضـــرورة التفاف كل الدول اإلعضـــاء حول المنظمة والعمل على تطويرها لكي تلعب دورها األســـاســـي واإلنسـاني خالل األزمات والكوارث حيث إن التضـامن والتعاون بين جميع األطراف الدولية يعتبران عامالن أسـاسـيان لتحقيق فعـاليـة أنظمـة الحمـايـة المـدنيـة والـدفـاع المـدني. فمن خالل جهودكم المخلصــــة والمتواصــــلـة، نســــتطيع تعزيز القدرات وتحســين االســتجابة للتحديات التي تواجه مجتمعاتنا في جميع أنحاء العالم. إن التعاون المشــترك والتضــامن الدولي يســهمان في بناء مســتقبل أكثر أمنا حيث يتمتع الجميع بالحماية والســالمة المســتدامة. لذا، نأمل في اســتمرار التعاون المثمر بيننا لتحقيق أهدافنا المشتركة في مجال تعزيز الحماية المدنية ودعم السالمة العامة.

رئيس الجمعية العامة للمنظمة الدولية للحماية المدني ة

عبد الصمد بنجدو