01
Mar
2019
رسالة األمين العام المؤقت بمناسبة اليوم العالمي للدفاع المدني 2019: "سالمة األطفال مسؤوليتنا"
في الســنوات األخيرة، ضــرب العالم العديد من الكوارث الطبيعية والكوارث التي من صــنع اإلنســان. ومع اإلقرار بـالعواقـب الوخيمـة والمتكررة والمـدمرة للكوارث الطبيعيـة، إال أن الكوارث التي هي من صــنع اإلنســان ليســت أقل تدميرا ً. بل يمكن القول في الوقت الحاضــر، نشــهد اآلثار الكارثية للحروب والركود االقتصادي.
إن الكوارث التي من صـــنع اإلنســـان أوســـع نطاقا ً وأكثر عواقب. ولألســـف الشـــديد، فإن مثل هذه النزاعات وحاالت عدم االستقرار لها تأثير ال يُحصى على صحة وحياة البشر، وخاصة األطفال.
وبمـا أنـه يجـب الحفـاظ على حيـاة البشــــر وكرامـاتهم وحمـايتهـا على حـد ســــواء، فـإن األطفـال وحيـاتهم وسـالمتهم يجب أن يكونوا في مقدمة هذا االهتمام. ولذلك، من المؤسـف أن نرى الثمن األغلى واألكثر إيال ًما لعدم االسـتقرار وعدم األمان تدفعه دائرة األطفال أكثر من أي شـريحة عمرية أخرى في مجتمع ما. وعند مراجعة آخر اإلحصـائيات التي تشـير إلى زيادة وفي بعض األحيان هيمنة األطفال الصـغار على عدد القتلى والجرحى من بين الضـحايا خالل الحروب والكوارث الطبيعية. لذلك ارتأينا أن يكون "سالمة األطفال، مسؤوليتنا" شعا ًرا لليوم العالمي للدفاع المدني - 2019.
مما ال شك فيه أن القيم الثقافية والسلوكيات االجتماعية والمهارات المهنية التي يكتسبها األطفال في السنوات األولى من طفولتهم لها تأثير طويل األمد في حياتهم الالحقة. وبعبارة أخرى، فإن الطفل المزود بالقيم الثقافية والسلوكيات االجتماعية والمهارات المهنية الصحيحة يؤدي إلى مجتمع أكثر استقامة ومرونة. عالوة على ذلك، يعتبر األمان صفة مغروسة، بمعنى أنها تتطلب عمالً وجهودًا تتجذر في عقول وقلوب األطفال الصغار. ويمكن أن ينعكس هذا السلوك على أمنهم وسالمتهم وسالمتهم.
ومن هنا فإن دور هياكل الحماية المدنية والدفاع المدني يكمن في وضع ركائز توعوية وتثقيفية توضح مهام الجهات الفعالة في الحماية المدنية وتدخالتها وتوضيح مدى المخاطر التي تتعرض لها سالمة األرواح البشرية وخاصة األطفال منهم. عالوة على ذلك، ينبغي علينا وضع برامج وقائية دائمة لرفع مستوى الوعي العام وخفض مستوى اإلصابات والضحايا بين األطفال.
ومن هذا المنطلق، فإن المنظمة الدولية للدفاع المدني ستدخل في حوارات مباشرة مع خبرائها لوضع مثل هذه البرامج بهدف غرس مبادئ األمن والسالمة في نفوس األطفال من خالل أنشطة تجذب انتباههم ورغبتهم في آن واحد.
وبالنظر إلى تفاقم إيقاع الكوارث الطبيعية والحروب وحاالت النزاع، فإننا نتوقع أن تكون الجهات العاملة في الدفاع المدني قادرة على التكيف مع الحقائق المتغيرة والمتناقضة باستمرار، خاصة عندما نضع في االعتبار العالم المعولم والحديث تكنولوجيا ً الذي نعيش فيه.
وبما أن سالمة األطفال تترجم استمرارية الحياة، فإنني أدعو زمالئي في هياكل الحماية المدنية الوطنية والدفاع المدني والسالمة المدنية وإدارة الطوارئ إلى إطالق ومواصلة العمل مع السلطات التربوية والثقافية لتوعية األطفال من أجل الحد من المخاطر على اختالف أنواعها وأسبابها .
أخي ًرا وفي هذه المناسبة الميمونة، سأكون مق ّص ًرا إن لم أن ّوه بالدور الكبير والتضحيات التي يقدمها جميع رجال ونساء الحماية المدنية في جميع أنحاء العالم لحماية أرواح وممتلكات المواطنين المحبين للسالم. وال يفوتني عشية اليوم العالمي للدفاع المدني أن أذكر أيضا ضحايا الواجب من جميع ضباط وأفراد ومنتسبي الحماية المدنية والدفاع المدني الذين لوالهم لما وصلنا إلى هذا المستوى من األمن ، واألمان، والسلم، والسالم. وأود أن أشيد بإسهاماتهم التي قدموها، وأتمنى العزاء والشفاء العاجل للمصابين منهم .